تبددت آخر خيوط ذهب لشمس المغيب
وبدأ الليل يرخي ظلاله على المدينهبهيجا للبعضكئيبا على البعض..وكعادتيارتشف قهوتي ببطءواتصفح صفحات المنتدى على مهلفقد اعتدت ادمانهاو ادمنت اعتياده ..وبينما اقلب الصفحاتواقفز بين شرفاته المزهرة يمنة ويسرةواذ برسالة تطرق باب صندوقي بلطف ورفق ..انها معطرة بأريج الريحانمما يدل انها من انثى..فعلا انها من (؟)للامانة كنت أنا من ابتدأ مراسلتهااولى رسائلي كانت عبارة عن تحية وسلاموتعريف بنفسي ..وطلب الصداقة ..جاء الرد بالايجاب والقبولفاستبشرت خيرا .. وتهلل وجهي وفرحت ...رشفت رشفة قهوة لذيذة من فنجاني القابع جانب نافذتي ذات الواجهة الزجاجية ..وكانت حبات المطر تنقر على نافذتي بود ورفق ...قررت الرد فورا على تلك السيدةطالبا منها ان تعرفني بنفسها وعمرها ...جاء الرد سريعا وقد كانت امرأة متزوجة في العقد الرابع من العمر ..(تشرفت بمعرفتك سيدتي الفاضلةوانارت رسالتك المعطرة صندوق رسائلي ..هل نستطيع ان ندردش سوية ..)"ربما لكن ليس الليلة .. فأنا متعبة وأريد ان ارتاح ... ربما غدا .."شعرت بفرحة ممزوجة بالحزن ...ترى ما وراء هذه الأنثى ..اظنها مترددة ... ام ماذا ..لم ارغب ليلتها في متابعة تصفح المنتدى ..بل اردت ان يبقى تفكيري مشغولا بهافأقفلت جهازي ووضعته في الشحن ...واشعلت سيجارتي اعب دخانها بعمق وانفثه متراقصا على ضوء فانوسي الخافت متراقصا فوق قهوتي ...اطفأت افكاري الكثيرةوخلدت الى النوم ...ايقظتني افكاري من نومي صباح اليوم التالي ... مع أول شعاع ضوء يبزغ معلنا ولادة يوم جديد..وامل جديد .. وحياة جديدة ..كعادتي الصباحية ... زوجتي تحضر لي القهوة صباح كل يوم بعد ان توقظ الاطفال وترسلهم الى المدارس ..أول شيء فعلته التقطت جهاز الموبايل .. فتحت صفحة المنتدى ..لا يوجد أي اثر عطر او اريج ..تصفحت المنتدى قليلا لكن لا جديد .. لان الحركة الصباحية خفيفة ..مددت يدي خائبة الى فنجاني ..كانت قد بردت قليلا لاني تصفحت المنتدى .. وقد اصبح الجو باردا ..تمنيت ان اكون جليس تلك السيدة الغامضة ...اعتصر افكارها واستخرج اسرارها..لم ينفك رأسي عن التفكير بها ...مرت الدقائق والساعات ثقيلة عليبطيئة كالسلحفاة ..كنت انتهز الفرصة بين الفينة والاخرى لابحث عن عطر انثوي يفوح من موبايلي ..لكن دون جدوى ..حل المساء بلونه البهيج ...بدأت النجوم تتلألأ في كبد السماء متراقصة في بلاط القمر .. ملك الليلالتجأت الى غرفتي معتكفا على موبايلي .. منتظرا الاريج والعبق ..ومن نافذة الى أخرى ومن موضوع لاخر ...شعرت بالعطر الفواح يملأ ارجاء غرفتي...أخيرا دق باب وحشتي وغربة ليلي الطويلة زائر لطيف ...كانت منها ...شاغلة بالي وتفكيري منذ الأمس ..كتبت لها على عجل بقلم يرتجف ...(كيف الصحة سيدتي الفاضلةWelcome backطولتي الغيبة...)وجلست منتظرا الرد ...وكل ثانية او اثنتين أعمل تحديثا للصفحة منتظرا العبق الفواح ليغمر غرفتي مجددا ..وبعد دقائق قليلة احسست انها دهرا ..جاء الرد .."اهلين .........مرحبا "....
فقطأهلين .. مرحبا .. فقط
ما القصة ...أثرت ان اتحلى بالصبر وطول البال لافهم ...رددت ...(انشغل بالي عليكيوينكبعدين تعودنا نشوف القمر كل ليلةليش طولتي علينايا ترى في مجال ندردش لو سمحت ..)وجلست منتظرا الرد على آخر من الجمر ..لم يطل انتظاري كثيرا هذه المرة ..فقد جاء الرد سريعا ..."هل انت انثي ام مادا"تفاجأت بالسؤال ...أنا اطلب الحوار وهي الى مزيد من السؤال .ماذا اجيبها ...لم اعتد الكذب ولم ولن اكذب ..ولا احبه حتى ..إذا لا مفر يا ولد ولا افضل من قول الحقيقة ...حسمت امري وعزمت على اخبارها ...يتبع
تعليقات
إرسال تعليق